Nous utilisons des cookies pour vous garantir la meilleure expérience sur notre site web.
Si vous continuez à utiliser ce site, nous supposerons que vous en êtes satisfait.

  • Visiteur, merci de ne pas poster plus de 5 poèmes par jour. Ceci dans le but d'améliorer la visibilité du site.

La vérité a plus qu'une face (en arabe)

rabi3ak

Nouveau poète
#1


La vérité a plus que une face

في ليلة من الليالي...
لحظة واحدة..كان بمستطاعنا - في الحقيقة - أن نقول

(في ليلة من الصباحات)، فالكلام ملك أيدينا،
ولا سلطة لأحد علينا، إذا أردنا تفجير اللغة قرباناً للتفاؤل .
لكنَّ المشكلة - في الحقيقة - هي أن الصباحات لدينا لا تختلف عن الليالي .

نعود إلى القول إنه في ليلة من الليالي،
خرج ثلاثة رجال للبحث عن الحقيقة .
وإنصافاً للحقيقة،
نقول إنهم خرجوا للبحث عن الحقيقة في بلادنا بالذات،
لأنها البلاد الوحيدة التي لم تكن تعرف الحقيقة .

ولمّا كان الظلام حالكاً، فقد تاه الرجال الثلاثة :
واحد منهم سقط في بئر،

وذلك لأنه -في الحقيقة- لم يكن يحمل فانوساً .
ويحسن بنا الإنتباه إلى أن الرجل كان يملك فانوساً،
لكنه لم يكن يملك نفطاً وسبب ذلك هو أزمة النفط في بلادنا !

أمّا الرجل الثاني فقد زلق في طين أحد البساتين،
فوقع على وجهه، وحين تمالك نفسه واستطاع أن يقف من جديد،
لم ينسَ أن يقتلع معه شيئاً مكوّراً وبارداً، كان يستقر بين بطنه وبين الطين .

هو - في الحقيقة - لم يكن يعرف أين وقع،
لأنه، هو أيضاً، لم يكن يحمل فانوساً،
لغلاء النفط كما ذكرنا،
ولأنه، من شدة جوعه لم يكن يحمل رأساً،
وذلك - في الحقيقة - لغلاء الطعام، كما لم نذكر .

وعندما طلع الصباح،
كان الرجل الأول قد وصل إلى مبنى البلدية يقطر زفتاً..
أما الرجل الثاني فقد وصل بعده وهو يحمل بطيخة .
لكنَّ الرجل الثالث لم يصل إلاّ بعد ساعات من انعقاد المجلس البلدي .
لم يكن يقطر زفتاً ، ولم يكن يحمل بطيخة .
سأله رئيس البلدية : ماذا وجدت ؟
أطبق عينيه من فرط التعب، وزفر قائلاً : (لا شيء( .
عندئذ أطرق رئيس البلدية قليلاً،

ثم رفع رأسه ببطء،
وأعلن بمنتهى الهدوء والحسم : معنى هذا، أيها الأخوة، أن للحقيقة أكثر من وجه .
ومنذ ذلك الوقت، نشأت في بلادنا ظاهرة التحزب .

المؤمنون بحقيقة الأول شكّلوا حزباً للزفت..ومنهم تكوّنت الحكومة .
والمؤمنون بحقيقة الثاني شكّلوا حزباً للبطيخ..ومنهم تكونت المعارضة .
أمّا المؤمنون بحقيقة الثالث فقد شكّلوا حزباً محايداً،

جيبه يستعطي الزفت، وقلبه يتعاطى البطيخ، ورأسه يعطي ( اللاشيء( .
ومن هؤلاء تكونت ( الحداثة ( !

احمد مطر